العلوم الاجتماعية
السلة فارغة
0 كتاب
أخبار العالم

بدون اقنعة

سلسلة بين الواقع والمتخيل 3

160
15.00   دولار
978-9957-567-53-8
2021
المشاهدات: 771
تقييم المستخدم: / 
ضعيفممتاز 

قراءة

مقدمة
هذه مجموعة من الكتابات ، لا أستطيع وصفها بأنها مقالات كلها أوحواريات أو قصص ، فأنا لم أتعمد أن أكتب بشكل أدبي معين ملتزما قيوده وحدوده لسبب بسيط جدا هو أنني غير مقتنع بضرورة ذلك ، وإنما أومن مقابله بأن المهم هو الأفكار أو الهموم أو الموضوعات التي نقصد عرضها ، وكذلك أن يكون التعبير عنها واضحا مؤديا للغرض الذي نقصده ، ولكن دون تعنت أو تصميم على اتباع شكل أدبي معين كالقصة القصيرة مثلا أو المقال المقيد بقيود فنية أو أسلوبية معينة أو غير ذلك من أشكال التعبير ، فكثيرا ما لجأت إلى الحوار وذلك لخفته على الأذن وعلى النفس وسهولة الدخول منه إلى صميم الموضوع مهما كان شائكا أو معقدا ، كما لجأت إلى الأشكال الأدبية الأخرى حسب مقتضيات الموضوع . وقد أعطيت نفسي الحرية التامة في الأسلوب الذي أراه يناسب موضوعي ، لأنني أعتقد أن من حق الكاتب أن يعبر عن نفسه وعن فكرته بالطريقة التي يراها أكثر ملاءمة من غيرها ، ولا يهمني أن يرضى الناقد فلان أو يغضب فلان ، إنما يهمني أن تتضح فكرتي وأن تكون مقنعة للقارئ مهما كان مستواه الثـقافي أو العلمي .
هذا كتاب من سلسلة كتب تتناول موضوعات من الحياة بماضيها وحاضرها المعاصر ، ومن الفكر ومن الواقع اليومي . ولم تكن كتابتها إلا بسبب التأثر بما يمر في الحياة وما ينعكس على نفسي من تلك الآثار ، وقد يكون هذا ناتجا عن أحداث الحياة اليومية أو عن قراءة موضوع في صحيفة أو عن مطالعة كتاب أو من سماع خبر أو من معايشة مشكلة معينة ... فالحياة ميدان رحيب متعدد الجوانب ، وكل جانب منها له لون وله طعم وبالتالي له أثر مختلف عن سواه .
أما أفكار هذه الموضوعات ومحتوياتها ، والآراء التي وردت فيها فأنا وحدي المسئول عنها ، وما كتبت شيئا منها لأهاجم شخصا بعينه أبدا ولو كان مخالفا لي في رأيه ، بل أعرض رأيي أو انتقادي (بصورة عامة) للوضع دون تخصيص شخص واحد مهما كان موقعه في المسئوليات العامة سواء كانت حكومية أو غير حكومية . وأنا هنا لا أعني حكومة بلد معين ، فقد كتبت هذه الكتابات أثناء وجودي في دول كثيرة وليس في بلد واحد ، وبالتالي فكلمة (حكومة)لا تعني بالتحديد شيئا منتسبا إلى حكومة معينة من حكومات هذا العالم ، وإنما هي تعني بالتحديد مفهوم الحكومة (كمبدإ عام موجود) في مقابل مفهوم آخر هو غير الحكومي (أو الشعبي أو الأهلي) . كما كتبت هذه الكتابات في فترات زمنية متفاوتة وليس في زمن واحد .
ولكن قد يرد في هذه الكتابات أسماء دول أو ممارسات خاصة ببعض الدول أو الآراء لأشخاص بقصد الرد عليها مما لا مناص من ذكره ، ولكن ـ كما يقال ـ إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، إلا أن يكون المذكور عدوا تقليدي العداوة ؛ فإن من بدائه الأمور أن نذكره بما يستحق إذ ليس مع العداوة من ستار أو قناع يغلف الكلمات بما يؤدي معنى المجاملة أو الكناية عن الشيء وقد اتضح أمره وذاع واشتهر ، إذ لا تنفع مع هذه الحالة أية مجاملة .
وبعد: أسأل الله أن يلهمنا سداد الرأي وصدق القول ونزاهته، وأن يجعل هذه الكتابات مرشدة إلى الخير لكل من يطلع على شيء منها. (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) [الحج : 24] .
حسن منصور