الشريعة والدراسات الإسلامية
السلة فارغة
0 كتاب
أخبار العالم

خطب الجمعة المعاصرة

338
11.000   دولار
978-9957-528-74-4
2012
المشاهدات: 800
تقييم المستخدم: / 
ضعيفممتاز 

قراءة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
لقد كانت الخطابة منذ فجر تاريخها منبرا ثقافيا مؤثرا، فكم رسخت من أفكار سامية، وكم رققت من قلوب شديدة غليظة قاسية وقذفت فيها الرحمة، وعلمتها الحكمة، وكم علمت من جاهل ونبهت من غافل، وأعلت من خامل، وكم صاغت من نفوس وبنت من عقول..ولقد كانت الخطابة أقوى وسيلة اعتمدها الأنبياء للقيام بوظائفهم التبليغية التربوية، لأنه ما من أحد منهم إلا وكانت وظيفته وخلاصة عمله : تبليغَ ما حُمِّل ما تلقى عن الله عز وجل إلى قومه الذي أرسل إليهم، ولا يتحقق التبليغ إلا بحسن البيان وجودة الإفهام، ومن ثم كانت معجزة كل رسول وآيةُ نبوته هي القدرة على الإفهام وبيان من نزل إليه لكافة المخاطبين وإقناعهم به وحملهم على الالتزام به، قال الله عز وجل: ﮋ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ [إبراهيم: 13] وقال سبحانه: ﮋﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﮊ [النحل: 44] ولا بيان ولا إفهام إلا إذا حصل التبين والتفهم، وهما مفتقران إلى الخطباء الأقوياء الأكفاء، الذين يمتلكون قلوبا حافظة، وألسنة لافظة وملكات راسخة في الحجاج وتثبيت ما يلقون به من أفكار راشدة، ومبادئ عالية، وقيم سامية، وقدرة فائقة على معرفة الكلام ومقتضى الخطاب..
وقد كانت صفة " الخطيب " من النعوت الممدوحة المحمودة في العلماء، وقد اشتهر عدد منهم بهذه الصفة حتى صارت من ألقابهم مثل: "الخطيب البغدادي" و "الخطيب التبريزي" و"الخطيب الشربيني" وكقولهم في ابن قتيبة: خطيب أهل السنة...