لقد غطّى الشعر العربي الأصيل، صفحة الأدب العربي الجميل، والأصيل، بما حواه من معانٍ جميلة، وألفاظ بديعة.
انظر قول القائل:
على حينَ عاتبْتُ المشيبَ على الصِّبَا
وقلتُ : أَلمَّا أَصْحُ والشيبُ وَازعُ
وقول آخر:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
وإنك لترى الجمال كلّ الجمال، وتحسّه وتعيشه، في هذه اللوحات الشعرية، ذات الظلال والألوان والحسن بما حوته من فصاحة و بيان وأصالة، وترى جمال وروعة من فصاحة وبيان وأصالة، وترى جمال وروعة المحسنات المعنوية واللفظية، من تشبيه وكناية وجناس وطباق وغيرها، على سبيل المثال لا الحصر.
وقد أثرى أدبنا العربي: شعره ونثره، المكتبة العربية والإسلامية والعالمية، ثراءً رائعاً ومميزاً ولافتاً.
إنّ الحضارة العربية والإسلامية، تفتخر - ويحق لها أن تفخر - بما حوته لغتنا العربية الجميلة، من فنون عديدة ومنوعة، في طليعتها الشعر العربي الأصيل، وعلى مرّ العصور:
الجاهلي، والإسلامي، والأموي، والعباسي، والأندلسي، والحديث.
لم أكن مجانباً للحقيقة إن قلت:
إن هذا الشعر العربي الأصيل، يعتبر، تاج عز وفخار في جبين كلّ عربي ومسلم، قبل أن يكون تاج عز وفخار، في جبين الحضارة العربية والإسلامية والعالمية.
كيف لا، وأنت ترى هذا الشعر العربي الأصيل بوجه خاص، والأدب العربي الرفيع وما أنتجته اللغة العربية الجميلة، من إرث وتراث، تناقلته الأجيال، جيلاً بعد آخر بوجه عام.
وصدق من قال: الشعر ديوان العرب، وسجل حياتهم وعيشهم، في سلمهم وحربهم، في حلّهم وترحالهم، في فرحهم وترحهم. في مدحهم وفخرهم ووصفهم وحكمهم واعتذاراتهم،
نعم فقد، ذكروا في أشعارهم هذه الأشياء وأشياء غيرها كثيرة.
وصفوا الكرم ووصفوه في أعلى المراتب، وصفوا الحرب الضروس، والتي تفصح عن الحق وتمحو الباطل.
افتخروا بأمجادهم وصفاتهم ومحاسن أخلاقهم، وصفوا الطبيعة، بما حوته من طير وشجر وماء وظلال وثمار وجمال وبهاء.
وصفوا البيداء القاحلة فبدت وكأنها البستان البديع والنضر.
وصفوا كلّ هذا وذاك، بلوحات فنية ورائعة وناطقة، كانت و مازالت، تبيِّن مدى عظمة هؤلاء الرجال العظام، من شعراء وعلماء وأدباء ومثقفين، وقد كانت لهم أياد بيض خيّرة ونافعة لهم ولغيرهم، بأعمالهم ونتاجهم الباقي والفاعل في:
"الحضارة العربية والإسلامية والعالمية".