أيها القرّاء الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد،
أحييكم أجمل تحية، طيبة وخالصة، راجياً من الله سبحانه وتعالى أن يديم نعمه وخيره، على الجميع، إنه سميع مجيب.
وأضع بين أيديكم كتابي هذا، وقد جاء بعنوان:
ëأبو العلاء المعريû
شاعر اللزوميات
وقد بذلت أقصى جهدي واستطاعتي، أن يكون هذا الكتاب كما يحب ويرغب، طالب العلم والمعرفة والثقافة، منه.
وقد سلَّطت الأضواء فيه، على علم كبير من أعلام الفكر والثقافة والعلم، ممن زخر بهم العصر العباسي المزدهر.
إنه أبو العلاء المعري، أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي: الشاعر، الناشر، الفيلسوف، المتكلم، صاحب الثقافة الواسعة.
وقد نبغ في سن مبكرة، وكان على درجة عالية، من الذكاء، وقد ارتحل لعدة بلدان، في سبيل العلم، ولمدة قصيرة، رجع بعدها لبلده.
وقد ألمت به بعض الملمات، منها فقده لبصره، ووفاة أمه، ولقاء الحاسدين والكائدين له.
ومع كل هذا سار في طريق العلم، بخطى ثابتة وحثيثة. وترك آثاراً عديدة وكبيرة في مختلف ميادين الأدب والعلم والفكر والثقافة. وكان منها المنظوم مثل: لزوم ما لا يلزم، وسقط الزند، وهما ديوانا شعر كبيران.
ومنها المنثور، مثل: رسالة الغفران، ورسالة الصاهل والشاحج، وكتاب الفصول والغايات.
وتناول المعري في أشعاره عدة أغراض شعرية، وكان في طليعتها (شعر الحكم والأمثال)، وكان قريباً من ëالمتنبيû في هذا المجال.
وإن الأمم أجمع، تفخر بما يتضمنه أدبها، وثقافتها ومعارفها، من حكم وأمثال.
وإننا لنفخر، ونحن نرى، الحكم والأمثال، قد غطّت وأنارت صفحة أدبنا العربي الأصيل وصفحة ثقافتنا ومعارفنا وحضارتنا.
وقد أفردتُ باباً كاملاً من أبواب هذا الكتاب، لحكم وأمثال المعري.
وجاء الكتاب في أربعة أبواب رئيسة:
الباب الأول:
أشرت فيه بإيجاز إلى:
1ـ تاريخ العباسيين.
2ـ ازدهار العلم والأدب والثقافة، في العصر العباسي.
كمدخل لمواضيع الكتاب الرئيسة.
الباب الثاني:
وبيَّنت في هذا الكتاب:
مولد وشخصية ونسب أبي العلاء المعري، وحياته وتعلمه، وحدة ذكائه وفطنته، وثقافته وعلمه ومؤلفاته.
الباب الثالث: حكم وأمثال المعري.
وقد تناولت في هذا الباب، نصيباً منها:
عرضتها، وبيَّنت في كلٍّ منها: اللغة، والمعنى، وما اشتمله، من بعض المسائل النحوية، وبعض جماليات بلاغتنا العربية.
الباب الرابع:
تناولت فيه الحديث عن تقاربُ المتنبي والمعري، من حيث:
1ـ إعجاب المعري بالمتنبي.
2ـ تأثر المعري بالمتنبي.
3ـ التفكير الفلسفي لهما.
أسأل الله أن يكون هذا الكتاب، نافعاً لكل طالب علم ومعرفة وثقافة، وأن ينفع به الناشئة الأعزاء، وأن يلاقي ما لاقته، كتب لي سبقته، من ذيوع وانتشار ونفع وخير.
إنه الموفق والناصر والمعين
المؤلف
ÃÃÃÂ